مقالات واراء

غيضٌ من فيض : عز الدين الأمين عبد الرحمن عميد النقد الأدبي في السودان

احجز مساحتك الاعلانية

 
بقلم / أ مصعب أبوبكر أحمد

ومن أعماله المهمة التي قام بها مع زملائه في جامعة الخرطوم : عقد ندوة عن التعريب وقضايا اللغة العربيّة في التعليم الجامعي ، كانت هذه الندوة تحت إشرافه ورئاسته ، شارك فيها أساتذة من خارج السودان ، في الفترة من ١٥ – ٢٠ يناير عام ١٩٧٩ م ، وتعتبر هذه الندوة حجر الزاوية لمعظم الدراسات اللاحقة من بعدها في هذا المضمار المهم ، والفضل يعود فيها من بعد الله سبحانه وتعالى إلى البروفسور عز الدين الأمين عبد الرحمن ، ومن معه ؛ لاسيما أن موضوع التعريب موضوعاً شائكاً ووجد معارضة عنيفة في بداياته من حيث قبول فكرة التعريب ، ولكن بفضل جهود عالمنا عز الدين الأمين ومن معه تغيّر الحال ؛ لأنهم مهدوا الطريق وعبدوه للمهتمين بهذا الشأن . كذلك من النشاطات النقديّة العظيمة : أسس في عام ١٩٦٢م جماعة الأدب المتجدد ، التي كانت تهتم وتلتف حول ” نظريّة الفن المتجدد ” التي قام بتأليفها ، حيث كان نشاط هذه الجماعة التي جعلت من نادي الخريجين مقراً لها ، كان برنامجها يقوم على القاء المحاضرات والندوات ، ونشر موضوعات على الصحف . خصوصا صحيفة : جريدة الثورة . بعنوان : منبر جماعة الأدب المتجدد . هذا وقد كان رئيساً للهيئات الأدبيّة في السودان ؛ وهو اتحاد كان يضم كافة التكوينات الأدبيّة ، وأيضاً كان مقرّه نادي الخريجين . ظل رئيساً له حتى توقف نشاطه بسبب قيام ثورة أكتوبر الخالدة عام ١٩٦٤م . بجانب العديد من المشاركات والندوات العلميّة المهمة في مختلف الدول منها : ندوة عن تعليم اللغة العربيّة في نيجريا جامعة أبادان . وندوة عن التعريب في العراق جامعة بغداد . ندوة الأدب الإسلامي في المملكة العربيّة السعوديّة جامعة محمد بن سعود .
أما عن مؤلفاته التي تظل علامة مميزة في عالم النقد الأدبي في الوطن العربي هي ثمرة فكر متقد وعلم متدفق ، هي نتيجة طبيعيّة لخبرات تراكميّة اكتسبها على مدى سنوات من العمل الدؤوب ، والعلم المتجدد المطّرد . وأول هذه المؤلفات كتاب : نشأة النقد الأدبي الحديث في مصر . وفيه يؤرخ لمرحلة. جديدة من مراحل هذه الصلاة العلميّة القديمة بين مصر والسودان بإعتباره أو سوداني يتقدم لنيل درجة علميّة في الجامعات المصريّة – ماجستير – أما مؤلفه الثاني : طلائع النقد الأدبي عند العرب ، تناول فيه طبيعة النقد في العصر الجاهلي وفي صدر الإسلام ؛ بإعتبار أن النقد فيهما يمكن أن يكون تمهيداً لدراسات لاحقة . ومؤلفه الثالث هو : الملامح الفنيّة في نقد العرب . هذا الكتاب هو آخر نتاجه ، وهو امتداد لكتاب طلائع النقد العربي . حيث ذكر فيه أنه عندما فرغ من كتابه طلائع النقد ، رأئ أن النقد الأدبي بدأت تظهر فيه سمات التطور والحداثة ، وأخذ يدخل في أغوار العمليَة النقديّة العميقة الشائكة ، فكان من الضروري الوقوف عندها ودراستها والتأصيل لها . فألّف هذا الكتاب ومؤصلاً ومؤرخاً . ثم ألّف كتاب : تراث الشعر السوداني ، والذي تناول فيه بدايات الشعر السوداني وتطوره بدءاً بعصر مملكة الفونج ثم التركي ، ثم دولة المهديّة . كما تتبع بدايات الشعر الفصيح . ثم كتاب : مسائل في النقد ، وفيه مقارنة بين مسائل نقديّة وحدت بينها مادة ” النقد الأدبي ” وربطت بين غاياتها . ثم أهم مؤلفاته وهو كتاب : نظريّة الفن المتجدد وتطبيقها على الشعر . وعند سؤالنا له : ما السبب الذي دفعلك لتأليف نظريّة في الفن ، وما سر كتابة نظريّة الفن المتجدد ؟ رد قائلاً : ” السبب الذي دفعني لكتابة نظريّة الفن هو ما أتمنى أن أرى عليه الأدب من حال ، وأن تكون هذه النظريّة هي النبراس الذي تسير على هداه خطوات الأدب حتى يصل مبتغاه ” ، ونظرية الفن المتجدد تقوم على أساسين هما :
– الإبقاء على الفن
– التجدد المطّرد له .
ومن مؤلفاته في غير النقد كتاب : قريّة كترانج وأثرها العلمي في السودان . وللبروفسور عز الدين الأمين مجهود نقدي آخر ، يعتبر من أهم جهوده النقديّة كذلك : تحقيقه لكتاب : فيض المنّان في بعض علم البيان ، للعلاّمة الأزهري الشيخ عبد الرحمن البدوي . وهو مصدر مهم لتاريخ البلاغة في السودان .
هذا غيضٌ من فيضٍ لهذا الرجل الأمة والعالم الجليل برفسور عز الدين الأمين عبد الرحمن الذي بذل حياته وسخرها للعلم ولخدمة البشريّة فكانت مليئة بالبذل والعطاء ونكران الذات ، والتي امتدت أربعة وتسعين عاماً – وما تزال – حقق فيها ماعجز عنه كل أقرانه من أبناء جيله . أمد الله في عمره ومتعه بالعافية والصحة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى